فلتبكِ خنساء ... فلتزرف الدمعِ
يا مُرَّ خنساء مِنْ ضَيْمٍ و مِنْ وَجَعِ
تَرثِي الشجاعةَ و الإخلاص و الورعِ
والآن نبكي كما تبكي ... أَمِنْ فَجَعِ؟
أَمِنْ رجالٍ مَضَوا ... قد كانوا كالقِلَعِ
نبكي الرجال ذوي الهامات والمِنَعِ
ما عادَ للتّاريخِ أوتادٌ و لا دِرْعِ
هل يستقيم الحقُّ و الناس في هَلَعِ؟
تبعثروا في الارضِ من خوفٍ و من فزعِ
نبكي الرجال ... ونبكي الحقّ من ولعِ
نبكي بِصَمْتِ الشّجرِ والاطيارِ والبجعِ
يا ويل قلبي و ويل البصرِ والسَّمْعِ
مَنْ ذا يُعِيدُ لنا حقاً قد انتزع
صبرٌ هزيلٌ يعاني القهرَ والقمعِ
كفاهُ صبراً ... مِن كذبٍ و مِن بِدَعِ
أما مِن مُجيبٍ قَوِيٍّ و للأهوالِ مُنقشعِ
يقضي على الضيمِ جبّارٌ و ذو مِنَعِ
و يمسح الدمع عن خنساء و الوَجَعِ
يُحْيِ العروبةَ و الأمجادَ و الشّرعِ
و يمنع الظُّلم و الأقدارَ أن تَقَعِ
و يُثلِجُ القلبَ و الأفراح لا تَسَعِ
No comments:
Post a Comment